موقع موضوع: من فكرة بسيطة إلى موسوعة عربية تجذب ملايين المستخدمين!

 موقع موضوع: من فكرة بسيطة إلى موسوعة عربية تجذب ملايين المستخدمين!


في عالم الإنترنت، ومع قلة المحتوى العربي، كان لابد من منصة تساهم في سد هذه الفجوة. وهنا كانت البداية لموقع موضوع، المنصة الأولى التي تحمل على عاتقها تقديم محتوى عربي شامل وموثوق.

تأسس موقع موضوع عام 2010 على يد الشباب الأردنيين محمد جبر ورامي القواسمي، وحقق منذ إطلاقه نجاحًا باهرًا، حيث حصل على جائزة الملكة رانيا الوطنية للريادة في 2011، وتميز بسرعة نموه وشعبيته بين المستخدمين في مختلف أرجاء العالم العربي.


موقع موضوع
موقع موضوع


الرحلة الأولى: تأسيس موسوعة موضوع


جاءت فكرة إنشاء موقع موضوع حين كان محمد جبر يدرس الطب، وبعد قراءة كتب عن التسويق الإلكتروني، أدرك حجم النقص في المحتوى العربي على الإنترنت. كان الهدف الأساسي لموسوعة موضوع سد هذه الفجوة، وإثراء المحتوى العربي بكل مجالات المعرفة.

ومع تحقيقه لهذا الهدف، باتت موسوعة موضوع الوجهة الأولى لكل من يبحث عن معلومات باللغة العربية، وذلك بفضل تقديمها محتوى يلتزم بالدقة والشمولية.



النمو والانطلاق: خطوات غيرت ملامح المحتوى العربي


تسارعت خطوات النجاح لـموقع موضوع، حيث نما بسرعةٍ ملحوظة ليصبح أكبر موسوعة عربية.

جذب الموقع خلال سنواته الأولى استثمارات كبيرة، كان من أبرزها التمويل الذي حصل عليه عام 2015 من شركة EquiTrust بمبلغ 1.5 مليون دولار، مما ساهم في توسيع المحتوى. وقد أثمر هذا الاستثمار أيضًا في تحسين تجربة المستخدم على الموقع، إذ ساعد في دعم فريق عمل موسوعة موضوع وتطويره ليقدم مقالات ذات جودة عالية، ويشمل مختلف جوانب المعرفة الإنسانية من الفنون إلى العلوم إلى الصحة والتكنولوجيا، وهذا التنوع جعل موسوعة موضوع محطة جذب للملايين.


العمل في موقع موضوع: بيئة مهنية وتحفيزية


من أبرز عوامل نجاح موسوعة موضوع هي بيئة العمل الفريدة التي تتبناها الشركة. ففريق عمل موقع موضوع يتألف من مئات الكتاب والمحررين المتخصصين، الذين يعملون على كتابة محتوى متنوع. يتبع فريق العمل منهجًا احترافيًا في التحرير، إذ يتم فحص وتدقيق المقالات بدقة قبل نشرها.

هذا الالتزام بالجودة جعل موسوعة موضوع ملاذًا للمستخدمين الباحثين عن المعرفة. ويُعتبر العمل في موقع موضوع فرصة ذهبية للكتاب العرب، حيث يتيح لهم المشاركة في تطوير محتوى الإنترنت العربي ويعزز من مستوى التفاعل والانتشار للمحتوى باللغة العربية.



الأرباح والتوسع: نجاح مادي ودعم للمحتوى العربي


من المعروف أن موقع موضوع يحقق أرباحًا كبيرة نظرًا للإقبال الواسع عليه، وقد تجاوزت إيراداته ملايين الدولارات سنويًا، ويعود ذلك إلى الاعتماد على نماذج ربحية متنوعة، منها الإعلانات والشراكات التجارية. يُعد نجاح موسوعة موضوع المالي دليلًا على الطلب الكبير على المحتوى العربي، ما يشجع الموقع على زيادة حجم محتواه وتوسيع استثماراته، مما ينعكس إيجابيًا على جودة الخدمة المقدمة للمستخدمين. ومن هذا المنطلق، لم يكتفِ موقع موضوع بجذب القراء فقط، بل تحول إلى بيئة مستدامة تدعم الكتابة العربية كمهنة تعود بالنفع المادي على العاملين فيها.


شراكات موسوعة موضوع: تعزيز الانتشار والمصداقية


عقدت موسوعة موضوع شراكات استراتيجية مع جهات ومؤسسات عربية وأجنبية مرموقة، من أبرزها جامعة مؤتة، ومركز الملكة رانيا للريادة، وموقع "الطبي". تساعد هذه الشراكات موقع موضوع على تقديم محتوى موثوق ومعزز بمصادر علمية وطبية، مما يزيد من مصداقيته ويجعله وجهة موثوقة في مواضيع الصحة، العلوم، والتعليم، ويؤكد ريادته كموسوعة عربية شاملة.


التحول إلى الذكاء الاصطناعي: سلمى، أول مساعد رقمي بالعربية


أحد أبرز المشاريع التي أطلقتها موسوعة موضوع هو تطوير "سلمى"، مساعد رقمي يستخدم الذكاء الاصطناعي للتفاعل مع المستخدمين باللغة العربية. بدأت الفكرة في 2017 بتأسيس قسم الذكاء الاصطناعي، حيث حرص موقع موضوع على دعم وتطوير أدوات معالجة اللغة العربية الطبيعية ليتمكن "سلمى" من فهم اللهجات العربية والإجابة عن أسئلة المستخدمين بسهولة.

يعد سلمى نقلة نوعية في الذكاء الاصطناعي العربي، حيث يسعى فريق موسوعة موضوع إلى توسيع خدمات المساعد الرقمي ليشمل مجالات متعددة مثل السيارات والسياحة والاتصالات، مما يفتح آفاقًا جديدة لموقع موضوع ويعزز مكانته في السوق العربي الرقمي.


أسلوب العمل الاحترافي في موقع موضوع


تقوم موسوعة موضوع بإدارة محتواها بنظام يشبه "ويكي"، إلا أن محتوى موقع موضوع يتم كتابته من قبل محترفين، وليس من خلال المساهمات العشوائية. يتأكد الموقع من دقة معلوماته عبر فريق تحريري مؤهل يتألف من مئات الكتّاب والمراجعين، بينما تخضع المقالات لتدقيق صارم، خاصةً في المقالات الطبية والعلمية التي تتم مراجعتها من قبل مختصين، للتأكد من تقديم محتوى عالي الجودة.


أرقام وحقائق عن موسوعة موضوع: قصة نجاح تستحق التأمل


بحلول عام 2018، وصل عدد زوار موقع موضوع إلى 42 مليون زائر شهريًا، وهذا الرقم يعكس المكانة التي حققتها موسوعة موضوع في قلب المستخدم العربي. تستقطب موسوعة موضوع اليوم زيارات من جميع أنحاء العالم العربي، ويعود السبب إلى تركيز الموقع على توفير محتوى متنوع يلبي اهتمامات جميع الفئات. كما ارتفع معدل النمو بشكلٍ ملحوظ، مما عزز من إيرادات الموقع وقدرته على توسيع فريقه وتطوير محتوى جديد باستمرار.


أثر موقع موضوع على المحتوى العربي ومستقبل الإنترنت


تعد موسوعة موضوع نموذجًا ملهمًا للمواقع العربية الأخرى التي تسعى للمساهمة في تحسين المحتوى العربي، حيث نجح موقع موضوع في إثبات أن المحتوى العربي ليس بحاجة فقط للزيادة، بل إلى الجودة والمصداقية أيضًا. هذا النجاح أسهم في رفع مستوى المحتوى المتاح على الإنترنت، وساهم في تأسيس ثقة جديدة في المحتوى العربي، مما يجعل موسوعة موضوع قصة نجاح تستحق الاحتفاء والتأمل.


ختامًا، يمثل موقع موضوع اليوم أكثر من مجرد موسوعة؛ بل هو مؤسسة رائدة ترسخ دورها في إثراء المحتوى العربي على الإنترنت، مع الحفاظ على رؤيتها الطموحة في تقديم معلومات موثوقة، وشاملة، وسهلة الوصول.

تعليقات