حميدو الديب : قصة حميدو الديب من المجد الى العزلة

حميدو الديب : قصة حميدو الديب و بابلو اسكوبار كاملة


حميدو الديب أو حميذو الديب، هي كلمة قد تكتب بطرق مختلفة لكن ترمز الى شخص واحد شخص اشتهر في المغرب وبالضبط في مدينة طنجة، داع اسمه في كل احياء طنجة لدرجة انه اصبح اسطورة يتم التحدث بها في كل مكان، هو زعيم المافيا المغربية امتلك ثروة مهولة واستطاع ان يصل الى مستوى عالي من النفوذ والسلطة وعاشر اقوى زعماء المافيا في العالم وعلى رأسهم بابلو اسكوبار.


حميدو الديب
حميدو الديب

البعض يطلق عليه روبين هود طنجة والبعض يناديه باسمه الحقيقي أحمد بونقوب بينما البعض الأخر فيكتفي باسمه المستعار حميدو الديب، اما البعض فيطلق عليه لقب الرجل الذي تجري من تحته انهار من الأموال، فعلى الرغم من كونه أميًّا لا يجيد القراءة والكتابة، فقد حقق نجاحا باهرا وكون ثروة تقدر بملايين الدولارات، كان تاجر ممنوعات كبير وزعيم واحدة من اقوى المافيات في المغرب والعالم، وهذا لم يجعله شخصية مكروهة او منبوذة بل كان الجميع يحبه فقد كان ينفق امواله في مساعدة المحتاجين والقبض على المجرمين واللصوص والتصدق وغيرها من الأعمال الخيرية.


لكن، كيف لشخصية مثل حميدو الديب أن تحقق كل هذا النجاح والنفوذ بالرغم من كونه أميا؟ وماهي الأسرار التي مكنته من تكوين ثروة قيل انها تقدر بميزانيات دول عضمى؟ وكيف استطاع ان يكون علاقة مع زعماء مافيا عالمين مثل بابلو اسكوبار ويحولو المغرب الى نقطة توزيع الممنوعات؟


والأهم من كل هذا كيف استطاع أن يكون محط إعجاب ومحبة في طنجة والمغرب، رغم كونه زعيمًا لواحدة من أقوى المافيات؟ وما علاقته بملك المغرب الحسن الثاني؟ وكيف كان ينقل المحدرات بين مدن المغرب والى أروبا ومن دون اي مشاكل مع السلطات المغربية؟


وما هي القصة الحقيقية وراء قراراته التي جمعت بين عالم الجريمة والأعمال الخيرية؟ وكيف انتهت رحلته المليئة بالتناقضات والتحديات؟ وما مصير ثروة حميدو الديب؟ واين يعيش حاليا؟ هذه الأسئلة تبقى من اكثر الأسئلة التي تطرح حول قصة حميدو الديب، وتدعونا لاستكشاف جوانب حياة حميدو الديب بشكل أعمق.


حميدو الديب : قصة حميدو الديب و بابلو اسكوبار كاملة


حميدو الذيب
حميدو الذيب


في زقاق أحد احياء طنجة الباردة، يتمشى عجوز في عمر الستين سنة بكل تواضع حانيا رأسه الى الارض مقوسا ضهره مرتديا جلبابه الأبيض وحذائه التقليدي الأصفر، يمشي بهدوء شديد وتواضع ملحوض وكأنه لم يكن يوما ما حديث سكان طنجة والمغرب قاطبة.

وكأنه لم يعاصر اقوى مافيات العالم ولم يجلس مع اكبر بارونات المحدرات واكبر رجال مافيا العالم، وكأنه لم يكن الشخص الذي يتحدث عنه الصغير والكبير، وكأنه لم يكن الشخص الذي ما ان يمر من مكان حتى تلتفت الأعناق وتنشغل الأعين والأفواه بالتمتمة حوله وحول مغامراته.


حميدو الديب وبابلو اسكوبار


بوجهه البشوش وابتسامته الخفيفة يتوقف أحيانا ليسلم على البعض ويلتقط صور مع بعض من من عاصر شهرته وفترة مجده في التسعينيات، بينما الجيل الجديد فيمرون مرور الكرام امامه دون اي اهتمام بمن هو وما قصته.


قصة حميدو الديب : اسطورة المافيا المغربية وروبين هود طنجة


أصل حميدو الديب


ولد أحمد بونقوب في طنجة، المدينة التي ستصبح لاحقاً مسرحاً لنجاحاته وأسراره. بدأ حياته في ظروف متواضعة، لكنه سرعان ما ارتقى إلى قمة عالم تجارة المخدرات في تسعينيات القرن الماضي. استطاع الديب بفضل ذكائه وجرأته أن يؤسس إمبراطورية ضخمة، حيث قُدرت ثروته بنحو 40 مليار سنتيم، مما جعله واحداً من أغنى تجار المخدرات على مستوى العالم.


ما يميز قصة حميدو الديب هو التناقض العميق بين حياته كمجرم وبين دوره كحليف غير متوقع للسلطات المغربية. لم يكن مجرد تاجر مخدرات؛ بل كان له دور محوري في القضايا الأمنية. فقد تعاون مع الأجهزة الأمنية في المغرب في القبض على مجرمين هاربين، مثل المجرم الذي قتل أجانب في طنجة وأحد الجزائريين المتورطين في أحداث فندق "آسني" بمراكش في عام 1994.


الحملة الملكية والتغيرات الجذرية

في عام 1996، بدأت حملة تطهيرية غير مسبوقة ضد تجار المخدرات، والتي قادها الملك الراحل الحسن الثاني. كُلف إدريس البصري، وزير الداخلية القوي، بإدارة الحملة التي كانت تستهدف تجار المخدرات الكبار الذين راكموا ثروات ضخمة. وفقاً لما كشفه الديب في مقابلة سابقة، كان البصري قد وضع خطة لاستهدافه، بما في ذلك تحضير السيولة المالية اللازمة لشراء ممتلكاته بأسعار منخفضة. وعندما تم اعتقاله، عانى من فقدان العديد من ممتلكاته التي كانت قد تراكمت على مر السنوات.


المحاكمة والسجن والتحول

تم الحكم على حميدو الديب بالسجن 10 سنوات بتهم تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات. قضى منها 7 سنوات في السجن، وهو وقت كان مليئاً بالتحديات والاختبارات. إلا أن قصته لم تنته عند هذه النقطة. في عام 2003، تم الإفراج عنه بعفو ملكي، وبدأت مرحلة جديدة في حياته. كان الإفراج بمثابة نقطة تحول، حيث انتقل من حياة النفوذ والقوة إلى حياة أكثر تواضعاً وهدوءاً.


حميدو الديب
حميدو الديب بعد خروجه من السجن


الحياة بعد الإفراج: العودة إلى الحياة البسيطة

بعد الإفراج عنه، اختار حميدو الديب العودة إلى طنجة، ولكن هذه المرة كإنسان مختلف. أصبح يعيش في ظلال العزلة، بعيداً عن صخب الماضي. اليوم، يُرى وهو يتجول في شوارع طنجة بملابس بسيطة وتواضع واضح. يتوقف أحياناً لتحية بعض من عاصروا مجده ويلتقط صوراً معهم، بينما يمر الجيل الجديد بجانبه دون أن يدرك الأبعاد الحقيقية لحياته السابقة.


حميدو الديب وبابلو إسكوبار


خلال ذروة نشاطه، أصبح حميدو الديب صديقاً وزميلاً للبارون الكولومبي الشهير بابلو إسكوبار. كانت العلاقة بينهما محورية في تجارة المخدرات الدولية، مما جعلهما أحد أبرز الثنائيين في هذا المجال. هذه العلاقة بين الديب وإسكوبار كانت حاسمة في تعزيز قوة ونفوذ حميدو الديب، وتمكنه من توسيع إمبراطوريته بشكل كبير.


وفاة حميدو الديب


في السنوات الأخيرة، اختار حميدو الديب العزلة بعيداً عن الأضواء، مما جعل شائعات حول وفاته تنتشر بشكل دوري. ومع ذلك، لم تكن هذه الشائعات سوى "كلام شوارع" عابر. لا يزال الديب يعيش في مدينة طنجة بهدوء، محاطاً بأجواء من الأساطير والذكريات التي ترويها الأجيال السابقة.


حميدو الديب على ويكيبيديا


تعتبر صفحته على ويكيبيديا واحدة من المصادر الأساسية للمعلومات والكثير يبحث عن صفحة حميدو الديب على ويكيبيديا لكن الى الحين لم يقم احد بادراج معلومات عنه في موسوعة ويكبيديا.


حميدو الذيب


بالرغم من التباين في التهجئة بين "حميدو الديب" و"حميدو الذيب"، يظل الاسم يرتبط بشخصية واحدة محورية في تاريخ المافيا المغربية. هذا التباين يعكس مدى تأثيره وانتشاره في مختلف الأوساط الاجتماعية والإعلامية.


ثروة حميدو الديب


في أوج قوته، كان لحميدو الديب ثروة ضخمة قدرت ب40 مليار سنتيم أي حوالي 40 مليون دولار، مما جعله أحد أغنى رجال المافيا في زمنه. كانت ثروته ناتجة عن تجارة المخدرات ونفوذه الواسع، ولكن بعد محن السجن وتبعاتها، أصبح يعيش حياة متواضعة، بعيداً عن صخب الماضي.


قصة حميدو الديب هي أكثر من مجرد سرد لتاريخ تاجر مخدرات. إنها تسرد قصة تحول من قمة النجاح إلى حياة التواضع، وتكشف عن تعقيدات الصراع بين القوة والنزاهة. من كونه أحد أبرز تجار المخدرات إلى شخص يعيش في ظل من الغموض، تبقى حياة حميدو الديب مثالاً على كيف يمكن للثروة والنفوذ أن يتلاشىان بفعل القرارات السياسية والتغيرات الاجتماعية. إن رحلته تبرز الفجوة بين المجد والعزلة، وتظل محط اهتمام وتأمل في عالم تتقلب فيه الأقدار بشكل مفاجئ.

تعليقات